إن الأساس الصحيح الذي يبنى عليه العمل الخيري هو حل المشكلات الإنسانية بشكل جذري، لا الاكتفاء بتقديم مساعدات مالية أو عينية وانتهى الأمر وإنما متابعة الاحتايجات والبحث عن أصل المشكلة ومعالجتها بشكل تام، لكن في حالات الحروب والأوضاع الغير مستقرة تكون الأولوية هي تقديم مساعدات عينية طارئة بهدف تخفيف الأوضاع الصعبة.
وبجانب الإغاثات العاجلة التي تُقدمها "جمعية الأيادي البيضاء" لمتضرري الحرب في الداخل السوري فإنها كذلك تساهم في مشاريع طويلة الأمد يمكن من خلالها للمتضررين الحصول على مصدر رزق مستقر يكفيهم لمدة طويلة.
ومن بين هذه المشاريع برز لنا مشروع استزراع حوالي 500 هكتار من الأراضي الزراعية في ثلاثة مناطق هي " ريف حمص الشمالي -ريف حلب الشمالي -ريف إدلب" والذي استفاد منه كثير من المزارعين المحليين الذين يمتلكون أراضٍ زراعية لكنهم عاجزون عن توفير مستلزماتها من البذور والأسمدة وما إلى ذلك، تم اختيار المستحقين بعد إجراء بحوث ميدانية عن مدى احتياجهم وعن مدى الأمان النسبي الذي عليه أراضيهم، وبعد تعيين المستحقين عملت "جمعية الأيادي البيضاء" وبدعم من "الرحمة العالمية" على إمداد المزارعين المستهدفين بكافة المستلزمات اللازمة لعملية الزراعة.
أحد المزارعين امتهن الزراعة منذ طفولته يحدثنا عن حاله قائلًا:
أما جاره وهو مستفيد آخر من المشروع يحدثنا عن حاله قائلًا:
" إننا نعيش هنا أوضاعًا صعبة لعدم قدرتنا على تحصيل الرزق، فالزراعة هي مصدر دخلنا الوحيد، وعدم قدرتنا على توفير مستلزماتها حال بيننا وبينها، وتركنا والجوع"
" أعمل في هذه الأرض أنا وأولادي وأحفادي وهي مصدر دخلنا الوحيد"يضيف قائلًا"بفضل الله ومن ثم فضلكم دبت الحياة مجددًا في أرضي، لقد كنا حقًا في وضع يرثى له"
بينما مزارع آخر يحدثنا عن ذاته قائلًا:
"أبعدتني الحرب والأوضاع الصعبة عن أرضي وعن الزراعة وها أنا اليوم أعود إليها مجدداً، لكن للأسف الشديد لم يتبق لي منها سوى جزءٌ صغيرٌ، أما الأجزاء الأخرى فقد طالها البور ولم تعد صالحة للزراعة" ثم يردف قائلًا " إنني رغم كل هذه الأوضاع ما زال يملؤني الأمل أن تتحسن الظروف وأستصلح أرضي مجددًا لتعود لي كاملة"
إن الرؤية التي نتطلع للوصول لها ، تنفيذ مشاريع تنموية تكون البوابة للبدء بتوفير فرص عملٍ لمن فقد مصدر رزقه، بما يساعد العائلات على تحقيق الاكتفاء الذاتي.