تعاني منطقة كفر يحمول في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، من قصفٍ متواصلٍ بسبب وقوعها بالقرب من الطريق الواصل مدينة إدلب بريفها الشمالي ، فتعرضت أغلب المدارس ومنها مدرسة أم الشهداء للقصف في المنطقة والذي أدى لتدميرها بشكل جزئي، وبالتالي خروجها عن العملية التعليمية الأمر الذي ترتب عليه ازدحام المدارس القليلة العاملة بالطلاب، واضطر المدرسين لبذل جهدٍ مضاعفٍ لإيصال المعلومة بشكلٍ صحيح خاصةً مع افتقار المدارس للوسائل التعليمية.
و بمحاولة لاستعادة الطلاب حقهم في التعليم الذي يطمحون إليه، عملنا مع بداية العام الدراسي 2016-2017 وبدعم “فريق إنساني“، على تشغيل “مدرسة أم الشهداء” بالريف الشمالي في إدلب – كفريحمول.
استمر المشروع بتقديم الخدمة التعليمية طيلة العام الدراسي، بدوامين صباحي ومسائي، ليبلغ عدد الطلاب المسجلين في المدرسة 291 طالباً وطالبةً، كما وفر فرص عمل لـ 21 من الكادر التدريسي والإداري.
لنحقق حلمهم
إحدى الطالبات في المدرسة عانت من النزوح عدة مرات:
بعد أن توفي أبي اضطررت للعمل مساءً لأساعد أمي في تأمين بعض المستلزمات المعيشية، في الصباح كنت أذهب للمدرسة وفي المساء أبيع بعض الأشغال اليدوية التي تصنعها أمي في البيت، لكن بعد أن قصفت مدرستي توقفت عن الدراسة، ولم أتمكن من اللحاق بمدرسة ثانية، كون أن أقرب مدرسة تبعد عن بيتي حوالي ساعة مشياً.
كنت أحضر الكتب للبيت، وأذاكر بعض الدروس وتساعدني أمي أحياناً، وبعد أن افتُتحت المدرسة بدأت بالدوام بها، وأنا سعيدة جداً لأني وضعت قدمي بأول الطريق نحو هدفي.
واستطردت وهي تبتسم قائلة: أحلم أن أكون طبيبة أداوي المرضى والجرحى.
بينما تحدثنا معلمة عن السبب الذي جعل أحد الطلاب يعاني من صعوبة بالكلام حيث قالت:
كان يجلس مع عائلته في المنزل حين سقطت قذيفة هدمت السقف فوق رؤسهم، نجى هو وأخته الكبرى ووالده، وتوفيت والدته وأخيه الصغير، فأصابه نوع من الخوف، نحاول بالتعاون مع ذويه أن نجعله يتجاوز هذه المحنة وهو يبذل كل جهده معنا.
هو طالب مجتهد متفوق في دروسه، كما أنه ودود متعاون مع أصدقائه ويحاول أن يساعدهم في دروسهم.
مراحل التنفيذ
ببداية العام الدراسي تم إجراء عملية الصيانة للمدرسة، من ترميم وإصلاح المقاعد الدراسية للطلاب، وفي ذات الوقت عمل أعضاء الهيئة التدريسية على تسجيل
الطلاب والطالبات.
وأثناء عملية تجهيز المدرسة للعام الدراسي تعرضت المدينة للقصف، ما أحدث بعض الأضرار في المدرسة، استدعت إعادة إجراء بعض الترميمات الضرورية، مثل صيانة الأبواب والنوافذ وصيانة دورات المياه والسبورات والكهرباء.
كما تم تقديم كافة الخدمات التعليمة، والتي شملت توفير رواتب للمعلمين، وتوفير مواد لتدفئة الصفوف الدراسية في الشتاء، بالإضافة لتوفير جميع المستلزمات المدرسية للمدرسين والطلاب على حد سواء.
معكم وبكم مستمرين
ومع انتهاء العام الدراسي، نبدأ بفتح صفحة جديدة، نسعى خلالها للاستمرار في دعم أحلام أطفالٍ ما يأسوا من الحرب.
فعلى الرغم من التهجير والنزوح الذي تعرضوا له، وعلى الرغم من تدمير مدنهم ومدارسهم، مازالوا يحاولون الوصول لأهدافهم، فلنكن عوناً لهم في تحقيقها