أطل رمضانٌ هذا العام على السوريين، في ظل ظروفٍ قاسيةٍ، خاصة مع القصف الشديد الذي استهدف المنطقة الجنوبية في إدلب وريف حماة، الأمر الذي أجبر القاطنين فيها على النزوح نحو الأماكن الأكثر أمناً، ما جعل المناطق المستضيفة التي تعاني مسبقاً من سوء أوضاعها المعيشية تزداد سوءاً.
فتبعاً للاحصائيات الصادرة من قبل المنظمات فقد تجاوز عدد النازحين 551.877 نسمة، نزحت نحو المزارع وباتت دون مأوى واتخذت من الأشجار ظلاً عله يخفف عنها قساوة أشعة الشمس الحارقة.
سعياً لنقدم للصائم ما يعينه على الصيام أطلقت "جمعية الأيادي البيضاء" حملة "رمضان الخير7" والتي هي استمراراً لحملات رمضان السابقة منذ تأسيس الجمعية، ونظراً للأوضاع التي تمر بها سوريا في المناطق الشمالية، فقد تركزت معظم مشاريعنا في هذا العام في تلك المناطق بما ساعد العائلات على التخفيف من الصعوبات التي يعيشونها في رمضان. وقد كان العدد الأكبر من المشاريع المنفذة في الشمال السوري، بالإضافة لتنفيذ عدة مشاريع للاجئين في تركيا.
تنوعت المشاريع ما بين سلة غذائية ووجبات إفطار صائم، بالإضافة لتوزيع قسائم شرائية تمنح العائلات الحرية في اختيار المواد الغذائية التي يحتاجونها، وفي العيد كان لفرحة الأطفال شكلاً آخر. حيث تم تنظيم ألعاب ترفيهية تساعد الأطفال على استعادة الفرحة التي سلبتهم إياها الحرب.
وقد تنوعت المواد التي تتضمنها السلة الغذائية والتي تكفي العائلة طيلة شهر رمضان المبارك بحيث تشمل مختلف المواد الغذائية والتي توفر للعائلة أهم الاحتياجات من رز وعدس وسمنة وزيت وسكر وبعض المواد الأساسية الأخرى.
ففي سوريا تم توزيع 11.145 سلة غذائية ليصل عدد المستفيدين إلى 55.725 مستفيد، كما تم تجهيز 73.850 وجبة إفطار صائم و توزيعها على أهلنا في الشمال السوري، من بينها 21 مائدة إفطار جماعي.
أما في تركيا فقد تم تنفيذ مشروع توزيع 910 قسيمة شرائية في ولاية كهرمان مرعش، وتوزيع 100 كسوة عيد للأطفال، بالإضافة لتوزيع زكاة المال على 350 عائلة.
وقد بلغ عدد المستفيدين من حملة "رمضان الخير7" 135.975 مستفيد
عملت الأيادي البيضاء على تنفيذ عدة مشاريع للوصول لأكبر عددٍ ممكن من المحتاجين، الذين باتوا عاجزين عن توفير أبسط احتياجاتهم الأساسية، وقد ساعدت هذه المشاريع المعيل والأسر المحتاجة على تجاوز محنتهم. وذلك بالتعاون مع العديد من الجهات الداعمة وهي :
"جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية ، قطر الخيرية، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، الهلال الأحمر التركي، جمعية الرحمة العالمية، القلوب البيضاء، مدد، قوافل للإغاثة والتنمية، Onsur، Rahma Islamic Relief Fund Pennyappeal، Beyza."
ومع انتهاء رمضان نتقدم بجزيل الشكر لكل من ساعد وبذل من ماله أو وقته ومد لنا يد العون لنصل للمحتاجين في رمضان، ولكل من وقف إلى جانبهم ولو بكلمة طيبة وساهم برسم البسمة على وجوه أطفالنا وجزاكم الله عنا خير الجزاء.