توزيع مواد تدفئة لإغاثة المخيمات السورية
أثر الحصار والحرب اللذان تمر بهما سوريا على كافة نواحي الحياة: التعليمية والصحية والاقتصادية والزراعية والصناعية والمعيشية، حرمتهم من تأمين ضرورات الحياة لأنفسهم.
ما استدعي عدد كبير منهم للنزوح وإتخاذ المخيمات مأوى لهم في المناطق الأكثر أمناً، إلا أن هذه المخيمات تفتقر لمختلف الاحتياجات، ويظهر هذا النقص بشكل واضح مع فصل الشتاء ومايحمله من برد وأمطار تأثر على من يسكن منزله فما بالك بمن اتخذ قطعة قماش مسكنه، ولا يقتصر سوء الوضع على التواجد في المخيمات بل إن الغلاء الشديد في تكلفة المواد الرئيسية لفصل الشتاء كمواد التدفئة والوقود حرم المعيل من تدفئة خيمته كل ذلك جعل أهلنا في المخيمات في حالٍ يرثى لها.
حرصا على إخواننا السوريين، ورغبة في جعلهم يشعرون بالدفء، ولا يعانون من البرد القارص، قامت "جمعية الأيادي البيضاء" بدعم من "جمعية القلوب الرحيمة \ فلسطين 48" بتنفيذ مشروع توزيع مواد تدفئة على المخيمات في ريف حلب الشمالي.
يقوم المشروع على شراء وتوزيع 500 مدفئة مع مستلزماتها وشراء 50.000 ليتر مازوت وتوزيعهم على ساكني المخيمات الذين يعانون من سوء الأوضاع المعيشية.
حيث تم توزيع المواد على العائلات بمعدل مدفئة مع مستلزماتها و100 ليتر من المازوت للأسرة الواحدة، ليصل عدد العائلات المستفيدة إلى 500 عائلة أي مايقارب 2.500 مستفيد.
خلال تنقلنا بين الخيم للاطلاع على احتياجات العائلات فيها، التقينا بشابٍ في الأربعين من العمر حدثنا عن أوضاعهم المعيشية السيئة حيث قال "كنت أشعر أن البرد يتخلل كل جسدي، لم يكن لدي المال الكافي لشراء مواد تدفئة أو حتى ملابس ثقيلة لأطفالي، تخفف عنهم وطأة البرد، أحاول جاهداً أن أجد مصدر رزق أتمكن من خلاله من إعالة عائلتي لكن ما أحصل عليه لا يكفي سوى لشراء بعض الطعام"
بينما سيدة في السبعين من العمر قالت " نحمد الله على كل ما جرى ونسأله الفرج القريب فلا أصعب من يشعر الأب أو الأم أن أولادهم بحاجة ماسة لشيء ضروري ويقفون عاجزين عن توفيره، تتابع قائلة أرى احفادي يرتجفون برداً فلا أجد سوى هذه الخرق البالية لأغطيهم بها ليلاً، لم يكن يؤلمني البرد بقدر ما كنت أتألم عندما أسمع أصوات ارتجافهم ليلاً"
ساهم هذا المشروع في توفير المستلزمات الضرورية في فصل الشتاء لـ 500 عائلة، وساعد المعيل على تأمين ضرورات المعيشية لأسرته. كما كان له دورٌ كبيرٌ في شعور العديد من الأسر بالدفء، الأمر الذي حماهم من الموت أو المرض نتيجة البرد.