يعاني مئات الآلاف من السوريين من تردي الأوضاع الصحية في مدنهم نتيجةً للصراع الدائر في البلاد، والذي أدى بدوره إلى حرمان معظمهم من الخدمات الصحية الأساسية، فالتدهور المستمر والسريع في النظام الصحي أدى إلى انخفاض مستوى الخدمات الطبية، الأمر الذي ينذر بحصول كارثة إنسانية.
إحصائيات وأرقام
تتواصل معدلات الضحايا بالارتفاع جراء الحرب في سوريا، إلى الدرجة التي بلغت فيها حالات الاعتداء على المنشآت الصحية يظهر أرقاماً مفزعة عن عدد الضحايا العاملين في المجال الصحي، حيث يشير تقرير تابع للشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى مقتل 112 من الكوادر الطبية ، و243 حادثة اعتداء على مراكزهم الحيوية في سوريا في عام 2017. وفي تقرير للأمم المتحدة أكدت أن هناك زيادة بنسبة 25٪ في الهجمات على المرافق الصحية، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016، وأن هناك 8.2 مليون شخص معرضون لمخاطر المتفجرات، الأمر الذي ينذر بارتفاع نسبة الإصابات بين المدنيين.
وتبعاً لمنظمة الصحة العالمية فإن فرصة حصول السكان المدنيين في البلاد على الخدمات الصحية، بات غاية في الصعوبة فأكثر من نصف المستشفيات العامة والمراكز الصحية الأولية في سوريا قد أُغلِقت أو لا تعمل إلا بصورة جزئية. وفرَّ من البلاد ما يقرُب من ثلثي العاملين في مجال الرعاية الصحية. حتى أن الكثير من مرافق الرعاية الصحية، التي لا تزال تعمل، تفتقر هي الأخرى إلى المياه النظيفة والكهرباء والإمدادات والمستلزمات الطبية والجراحية الكافية.
مشاريعنا:
ومع ازدياد الأوضاع سوءاً، تعمل “جمعية الأيادي البيضاء” مع العديد من الجهات لتنفيذ مشاريع تهتم بالجانب الصحي، من أجل التخفيف من معاناة الجرحى، وتمكّنها من إنقاذ ما يمكن من الأرواح، ومن هذه المشاريع مشروع دعم المشافي والنّقاط الطبية بكافة التجهيزات اللازمة للمرضى، وتقديم سيارات إسعاف وعيادات متنقلة لعلاج الحالات المستعجلة، وتأمين مساعدات ماديّة للمحتاجين والمصابين والجرحى، بالإضافة لإنشاء بنك الدم ومحطتي توليد الأوكسجين.