لا تعتبر الملابس الشتوية نوعاً من أنواع الترف أو الرفاهية لدى الاطفال، خاصة لهؤلاء الذين لايملكون أساسيات الدفء في الشتاء الأمر الذي يجعلهم يلجئون لتدفئة أجسادهم بملابس وأغطية شتوية تحميهم من الظروف المناخية المتقلبة والصعبة، أو أولئك الذين لم يجدوا ما يأويهم سوى الخيام التي يضربها البرد القارس طوال فصل الشتاء دون توقف. من هنا كانت الحاجة لتنفيذ مشاريع في فصل الشتاء تساعد النازحين والمهجرين على التخفيف من قساوة البرد.
وفي إطار توفير بعض مستلزمات الشتاء عملت "جميعة الأيادي البيضاء" بدعم من "قوافل للإغاثة والتنمية" على شراء وتوزيع كسوة شتوية على طلاب المدارس مكونة من: (جاكيت مطري، جزمة مطرية، لفحة ، قبعة، كفوف، جرابات) بما يضمن حمايتهم من برد الشتاء ويوفر لهم نوع من الدفء. وقد تم تنفيذ المشروع في كلٍ من ريف حمص الشمالي وريف إدلب، ليصل عدد المستفيدين الإجمالي من المشروع 525 طفل.
تحدثنا والدة أحد المستفيدين وهو من بين 250 طفل استفادوا من المشروع في ريف إدلب:
أما في ريف حمص الشمالي المحاصر قابلنا أحد الأطفال وهو من بين 275 طفل استفادوا من المشروع في تلك المنطقة
"اعمل على رعاية أبنائي وتربيتهم بشكل جيد بعد وفاة زوجي، وذلك من خلال العمل في محلٍ للأغذية، إلا أن الدخل الذي احصل عليه لا يكفي لتأمين كافة المستلزمات التي يحتاجونها، فاضطر مساءً لتقديم المساعدة لمن يحتاج بمقابل مادي" وأردفت قائلة "لقد ساعدتني هذه الكسوة في توفير الكثير من المال والذي احتاجه لشراء بعض الأساسيات لحياتنا."
"أوضاعنا المعيشية صعبة للغاية وغير مستقرة، ودخلي محدود جداً يكفي بالكاد لتوفير بعض الطعام اليومي، فلا أستطيع حتى تأمين ملابس شتوية للأطفال"
إن الظروف الصعبة لا تؤثر على الأطفال والطلاب فحسب بل على ذويهم أيضاً.
وقد أوضح لنا أب لثلاثة أطفال الظروف الصعبة التي يعيشها في تأمين مستلزمات أبناءه بعد أن خسر مصدر رزقه الأمر الذي دفعه لتسجيل أحد الأبناء في الدراسة الصباحية والأخر في المسائية حتى يستطيع ارتداء ملابس أخيه. بعد أن عجز عن تأمين الملابس الشتوية للجميع.
من هنا تبرز الحاجة لتنفيذ هذه المشاريع والتي تسعى لإغاثة الأسر المتأثرة بالظروف الصعبة التي تمر بها سوريا هذه الأيام، وبما يساعد أهلنا في فصل الشتاء على تجاوز محنتهم والتخفيف من العبء المادي الملقى على عاتق معيلٍ فقد مصدر رزقه وهجر من أرضه بسبب الحرب المستمرة في البلاد.