إن الأزمة والحصار اللذان تمر بهما سوريا أثرا بشكلٍ كبيرٍ على حياة السوريين، في شتى نواحي الحياة وعلى مختلف الجوانب، فمنهم من هُجر من أرضه، ومنهم من اضطر للنزوح، وأصبح لا يجد ما يكفيه ولا يستطيع تأمين نفقاته اليومية، هذا على مستوى الأفراد.
ليس هناك مجال للشك أنه في هذا البرد القاسي والعواصف المطرية والحرب أن السوريين في أمس الحاجة للدعم، وخاصة الذين يعيشون في الخيام على الحدود السورية، فهم يعانون من سوء الأوضاع المعيشية يضاف لها قلة فرص عمل، ما يحرمهم من الحصول على حاجتهم الضرورية الضرورية من كساء ودواء ومواد إيواء وغيرها.
.وأما على المستوى العام فقد تأثرت الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والمناخ وغيرها بسبب الحرب الدائرة منذ سنوات.
إيماناً منا بضرورة الوقوف مع أهلنا في محنتهم ومساعدتهم من خلال توفير الاحتياجات الأساسية، وسعياً لنكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ورجاء في التخفيف من معانتهم، أطلقت جمعية الأيادي البيضاء بدعم من جمعية "الشيخ عبد الله النوري الخيرية" مشروع توفير مواد إيواء للعائلات النازحة، في ريف حلب.
حيث تم في المشروع شراء 725 مجموعة من مواد الإيواء تتضمن "سفنجة +مخدة +بطانية" و توزيعها على المحتاجين وذلك ضمن حملة دفء7. وقد بلغ عدد المستفيدين من المشروع 725 مستفيد.
أثناء توزيع مواد الإيواء التقينا بالعديد من العائلات التي حدثتنا عن أوضاعها المعيشية
قال لنا أحد المستفيدين من المشروع وهو أب لثلاثة اطفال "كثيراً ما تجرعت الألم وأنا أرى أطفالي لا مكان ينامون فيه فيريح أجسادهم، أحاول العمل ولكن القصف والنزوح مايلبث أن يحرمنا الاستقرار في المنطقة التي ننتقل إليها، نحمد الله على سلامة الأطفال ومازلنا نسعى لنتجاوز هذه المحنة بمساعدة أهل الخير الذين لا يتوانون عن مساعدتنا"
بينا سيدة في الأربعين من العمر حدثتنا قائلة " فقدت أحد أطفالي من شدة البرد والجوع الذي تعرضنا له ، واليوم أحاول أن أحمي من بقي منهم وكم كنت أتألم عندما أسمع أصوات ارتجافهم من البرد، وأجد نفسي غير قادرة على فعل شيء لهم، وبالرغم من كل ذلك إلا أن أملنا بالله مستمر بأنه لن يتركنا، فهو يرسل لنا من يساعدنا بين الحين والآخر، فله الحمد والشكر وبارك الله وأخلف على من بذل"
تأتي أهمية المشروع في أنه وفر للمحتاجين مواد الإيواء التي لا غنى لهم عنها، بعد أن باتوا عاجزين عن شرائها بسبب قلة ذات اليد، وعدم وجود فرص عمل.ولا يمكن أن نغفل الأهمية الصحية لهذا المشروع؛ فتوفير تلك المواد يشعر السوريين بالدفء و يحميهم من البرد؛ ولا ننسى الأهمية النفسية؛ وهي شعور أهلنا في الداخل السوري أن هناك من يفكر فيهم، ويحزن لمصابهم ، ويترجم ذلك كله بالفعل لا بالقول فحسب.