نظراً لحدوث إصابات ووقوع جرحى بشكل يومي بفعل القصف الدائم على المدن والأحياء في سوريا، يضاف لذلك الصعوبة في نقل المصابين لتلقي العلاج المناسب في المشافي، الأمر الذي تسبب بفقدان الكثير من الأرواح التي كان من الممكن إنقاذها. جراء فقد الدم أو تلوث الجروح.
لذلك عملت “جمعية الأيادي البيضاء” بتمويل من “الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية” على إنشاء منظومة إسعافية تتضمن 5 سيارات للإسعاف مزودة بكل المستلزمات الطبية، لتساعد المسعفين على تقديم أكبر قدر من الرعاية الطبية، بحيث يتمكن المسعف من إنعاش المريض بالأوكسجين أو جهاز الصدمات، أو إجراء بعض الجراحات الصغيرة داخل سيارة الإسعاف، لحين وصول المريض إلى المستشفى. فخلال 6 أشهر تم تقديم الرعاية الطبية ل125,000 مريض شهرياً، بواقع 25,000 مستفيد لكل سيارة إسعاف.
تم إنشاء المنظومة الإسعافية في معرشورين بريف إدلب، إلا أن عملها لم يقتصر على مدينة إدلب فحسب، بل تمكنت سيارات الإسعاف التابعة للمنظومة من المشاركة في حملة إسعاف النازحين من مدينة حلب، وإسعاف المصابين من قصف الكيماوي على مدينة خان شيخون في ريف حماة الشمالي، وكذلك في أحداث القصف المتكررة التي يتعرض لها ريف حلب وريف إدلب.
تقوم فكرة عمل المنظومة على العناية بالمرضى والمصابين وتقديم الرعاية الطبية الأولية لهم أثناء نقلهم من البيوت أو مكان الإصابة إلى المستشفى، بالإضافة إلى الإخلاء السريع للمصابين والجرحى من مكان حدوث الإصابة إلى أقرب مستشفى أو نقطة طبية. كما تعمل على تقديم الخدمة الطبية في حالات الطوارئ للمرضى الذين يصابون بأزمات أو صدمات مفاجئة أو أي عرض مرضي طبيعي يستدعي النقل السريع إلى المستشفى.
وفي أثناء إسعاف المريض يتم التواصل مع المستشفيات والمراكز والنقاط الطبية القريبة التي تستطيع تغطية منطقتها، والتنسيق معها على نقل المرضى والمصابين من مكان إصابتهم إلى المستشفى، ومعرفة أي من المستشفيات الموجودة في نطاق عمل المنظومة يمكنه استقبال الحالة الإسعافية.