إن الحرب التي تشهدها مختلف المدن السورية جعلتها تعاني الكثير من المشاكل والصعوبات والتي كان لها تأثير سلبي سواء على الفرد أو المجتمع ككل، وتزداد هذه الصعوبات مع الظروف المحيطة، ففي فصل الشتاء تتضاعف المعاناة وتظهر احتياجات إضافية، لا تسمح الظروف المعيشية والحالة المادية للمعيل على تأمينها، فالبرد الشديد يفرض على المعيل توفير ملابس شتوية تعين أبنائه على تحمل قسوة الشتاء.
وفي سبيل العمل على إغاثة أهلنا في سوريا في فصل الشتاء، عملت "جمعية الأيادي البيضاء" بالتعاون مع "جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية" من أجل تخفيف العبء على الأهالي من خلال توزيع كسوة شتوية على الأطفال.
استفاد من هذا المشروع حوالي 652 طفل حيث تم شراء وتجهيز وتوزيع كسوة شتوية مكونة من: (جاكيت شتوي، جزمة مطرية، لفحة ، قبعة، كفوف، جرابات، بنطال جينز ) و توزيعها على الأطفال في ريف إدلب بما يضمن حمايتهم من برد الشتاء ويوفر لهم نوع من الراحة والحماية ضد التقلبات الجوية وانخفاض درجة الحرارة الشديدة والتي تعرضهم للعديد من المشاكل والأمراض.
أحد المستفيدين من المشروع أب لثلاثة أطفال يحدثنا قائلاً:
بينما سيدة في الأربعين من العمر تقول:
إن الخسارة التي لحقت بنا و بمكان رزقنا جعلت من الصعوبة توفير كل الاحتياجات الأساسية، فالمال المتوفر يكفي فقط لتوفير الطعام للعائلة.يردف قائلاً ولدي الكبير في الصف الثالث لكنه حرم من الذهاب للمدرسة خلال فصل الشتاء، نتيجة البرد الشديد فليس لدي قدرة على توفير ما يحميه من برد الشتاء خاصة أن المدارس هي الأخرى تعاني من نقص مواد التدفئة
ساهم المشروع في توفير ملابس شتوية لأولادي الأربعة، فالأسعار المرتفعة والتي وصلت حد لا يصدق جعلتني مجبرة على العمل في أكثر من مهنة من أجل توفير متطلبات الحياة الإنسانية لهم بعد وفاة والدهم في ظروف الحرب المشتعلة في سوريا.
ولا يتوقف نشاط "جمعية الأيادي البيضاء" عند هذا الحد، بل عملت على توفير مختلف المساعدات المادية والعينية للعديد من الأسر والأفراد في سوريا، بعد أن دمرت الحرب أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية الآمنة.
وتعمل الجمعية على مدار الساعة من أجل حصر الأسر الأكثر فقراً من أجل تقديم الدعم والمساندة لهم، بما يتفق مع مبدأ وصول الدعم لمستحقيه من الأشخاص الأكثر حاجةً والأسر التي فقدت المعيل الأساسي لها.
وتعمل جمعية الأيادي البيضاء بالتعاون مع العديد من الجمعيات والمؤسسات الدولية والعربية من اجل ايصال الدعم لمستحقيه، كما تعمل على زيادة فرص العمل من خلال توظيف العديد من السكان في مشروعات التي تقوم بتنفيذها بما يحقق المزيد من الفائدة على الجميع.