سوريا تحت النار
سوريا تحت النار
تكررت المأساة وانتقلت من مكان لمكان، ظلمٌ يسود وموتٌ على العلن، أطفالٌ تقضي تحت قصف جائر، وشيوخٌ لا تجد إلا العبرات لتخفف آلامها، شبابٌ ما ذنبها إلا أن حلمت بمستقبلٍ أبى أن يتحقق، ونساءٌ بكت بصمتٍ فقدان الأب والولد والأخ والزوج.
حربٌ طالت الحجر والبشر والشجر في عموم البلاد، إلا أن للغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسراقب ومعرة النعمان في إدلب، كان لهما الحصة الأكبر من هذه الهجمة، على الرغم من تباعد المسافات بينهما إلا أن المعاناة وحدتهما.
قصفٌ لم يبق دواءً يشفي مرضاهم، ولا غذاءً يسد رمق أطفالهم، ولا سقف يحميهم من قساوة الشتاء.
الغوطة الشرقية
تعاني الغوطة الشرقية من حصارٍ منذ 5 أعوام لأكثر من 390 ألف شخص، وقصفٌ طال المنشآت الحيوية والأحياء السكنية، ما يؤكد أن الهدف منها هو تدميرها.
فقد أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نحو 370 مدنياُ قتلوا في الغوطة الشرقية منذ مطلع العام الجاري، موضحة أن بين القتلى 63 طفلا و72 امرأة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير له أن أعداد القتلى قابلة للزيادة لوجود جرحى بحالات خطرة، ومفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي على الغوطة.
إدلب
أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريراً أكد فيه تنفيذ سلسلة جديدة من الغارات الجوية على مناطق في الريف الإدلبي حتى صباح اليوم الخميس الـ 8 من شهر شباط.
كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في سوريا مقتل 211 مدنيًا وجرح 447 آخرين في شهر كانون الثاني وحده. وفي خلال 11 يوماً قتل 103 مدنياً، من بين المدنيين القتلى 33 طفلاً و10 سيدات. كما أن تركز القصف على النقاط الطبية والمشافي الميدانية يساهم في ارتفاع أعداد القتلى خاصة مع منع الحالات الإنسانية الحرجة من الخروج لتلقي العلاج في المستشفيات.
في حين أن الأمم المتحدة تقدر أن أكثر من 272 ألف شخص هربوا من إدلب، نتيجة القصف المتواصل على مدنهم.
أمام هذه الأرقام والتي على ضخامتها إلا أنها تعتبر أقل من الواقع بكثير، فالموتى الذين تعذر إخراجهم من تحت الأنقاض نتيجةً لاستمرار القصف، يضاف لها الأعداد المتزايدة من الجرحى والمصابين الذين يحرموا من تلقي العلاج بعد استهداف المشافي، والنازحون الذين باتوا بلا مأوى ولا غذاء، كل ذلك يؤدي إلى ارتفاع أعداد الضحايا الأمر الذي أكدت عليه منظمات إنسانية .
لذلك تسعى جمعية الأيادي البيضاء لتقديم المساعدة للذين مازالوا ضمن الأحياء قبل أن يتحولوا إلى ضحايا.
