في هذا البرد القارص وفي ظل الأزمة السورية، يعاني السوريون القاطنون في المخيمات من البرد والجوع ؛ كما يعانون من الفقر وعدم القدرة على تأمين حاجاتهم الضرورية.
فالأعداد الكبيرة التي نزحت باتجاه الشمال من مختلف المناطق، واستقرار العائلات من ريف دمشق والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي ودرعا فيه؛ جعل الحاجة فيه تزداد ،خاصة الأشياء التي لا غنى عنها كالكساء والدواء و الطعام والشراب والإيواء ومواده.
من هنا برزت الحاجة لتنفيذ مشاريع توفر مختلف الاحتياجات التي تحتاجها العائلات في شمال سوريا.
سعياً لمساعدة أهلنا في الداخل السوري بعد الملمات التي حلَّتْ بهم، ورغبة في تقديم الدعم للتخفيف من الصعوبات التي يعيشونها.
أطلقت "جمعية الأيادي البيضاء" بدعم من مؤسسة "الرحمة العالمية بالكويت " مشروع قافلة دفء الشتاء في ريف حلب الشمالي (مخيم الزوغرة – مخيمات عشوائية).
حيث تم تجهيز سلال غذائية تتضمن أهم المواد الغذائية التي تحتاجها العائلات في غذائهم وقد تم توزيع 200 سلة غذائية كما تم توزيع 20 طن بيرين و 15 طن طحين، ولتفادي البرد الشديد الذي تعاني منه العائلات في المخيمات فقد تم توزيع 400 بطانية و 200 مدفئة وبذلك وصل عدد المستفيدين من هذا المشروع 200 عائلة استفادت من كل مواد المشروع وهي من العائلات النازحة حديثاً والأشد فقراً.
إن تقديم المساعدات والوقوف مع العائلات في محنتهم، ورؤية الفرحة التي تعلو وجوه الأطفال هي أكثر ما يدفعنا للاستمرار والمضي قدماً حتى تنتهي حاجتهم.
خلال جولة الفريق لتوزيع المساعدات والاطمئنان على أحوال أهلنا في المخيمات التقى بالعديد من الحالات
وقالت سيدة في الخمسين من العمر لديها 3 أطفال "كثيرة هي المخاوف التي كانت تراودني، وأنا في الطريق للوصول للمخيم ، فأنا لا أعرف ماذا سيحل بي و بأطفالي، ولكن لم يكن بد من الرحيل ، ولم أستطع إسكات مخاوفي، وحالما وصلنا بت أبحث لهم عن بعض الدفء ليخفف من صقيع المخيم."
شابٌ في الثلاثين من العمر يحدثنا قائلاً :" بالرغم من المعاناة التي نعيشها والخوف الشديد الذي يملأ قلوبنا، والقلق تجاه كيفية تأمين الطعام والشراب والأغطية والتدفئة، إلا أن هذا المشروع كان شعلة أمل، ليس فقط لأنه أمدنا بالمواد الضرورية للمعيشة، ولكن لأنه جعلنا نشعر أن لنا إخوة يشعرون بنا وبألمنا."
يسهم هذا النوع من المشاريع الإغاثية الطارئة في مساعدة النازحين وتوفير متطلباتهم الضرورية، خاصةً في ظلّ عدم توفر المواد المعيشية الضرورية في المناطق التي يعيشونها، كما أن قوة النازحين الشرائية ضعيفة وخاصة من نزح حديثاً.
كما يسهم المشروع بشكل كبير في الحفاظ على النازحين من الجوع والبرد، والتي هي أساس العمل الإنساني.