توفير حليب أطفال: بسبب الظروف المتفاقمة والحصار والقصف الذي تتعرض له مختلف المناطق في سوريا، ظهرت العديد من الصعوبات في توفير مواد الغذاء خاصة تلك التي لا يمكن الاستغناء عنها، و يعتبر حليب الأطفال أهم مادة غذائية لابد من توفيرها للأطفال حديثي الولادة بعد أن فقدت الكثير من الأمهات قدرتهنَّ على إرضاع أبنائهنَّ نتيجة لسوء التغذية، وعدم توفر مصدر ثاني لتغذيتهم.
وتبرز المشكلة في صعوبة الحصول على الحليب بسبب الحصار الذي تعاني منه بعض المدن، أو النزوح الذي أجبرت عليه العديد من العائلات، نتيجة لتدهور الوضع الأمني في مدنهم، والتي كان آخرها نزوح أهل درعا باتجاه الحدود الأردنية.
تعاني الكثير من الأسر النازحة صعوبة فى الحصول على غذائها، ناهيك عن الصعوبة في توفير حليب لأطفالها، ما يجعل المعيل يواجه مشاكل في توفير أهم متطلبات الغذاء لأسرته ويضع الطفل في أولويات هذه الأسر، لعدم قدرته على تحمل الجوع، كما أنه ليس له أي ذنب في هذه المعاناة التي تعيشها البلاد منذ ما يزيد عن 7 أعوام.
مشروع توفير حليب أطفال للأسر النازحة:
سعياً من جمعية الأيادى البيضاء لإنقاذ حياة الأطفال ومنحهم حقهم في أن يتمتعوا بصحة جيدة عملت على تنفيذ مشروع توفير حليب أطفال للأسر النازحة من مدينة درعا وريفها بدعم من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
وقد اهتم المشروع بالأطفال حديثي الولادة من عمر يوم حتى عمر عام، حيث تم توزيع 9.000 علبة حليب أطفال على 2.250 طفلاً من أطفال الأسر النازحة من درعا إلى القنيطرة وريف درعا الجنوبي على الحدود السورية الأردنية، بمعدل 4 علب شهرياً لكل طفل.
ألم ومعاناة:
أثناء تفقدنا للأسر النازحة من درعا وريفها ألتقينا بالعديد من الأسر التي لديها أطفال رضع حدثونا عن معاناتهم في الحصول على حليب لأطفالهم.
إحدى المستفيدات سيدة في الأربعين من العمر هربت بطفلها الرضيع بعد قتل زوجها وأكبر أبنائها، تحدثنا قائلة:أجد صعوبة في توفير مادة الحليب بعد أن اضطررنا للهرب، وكما ترون في ظل هذه الأوضاع السيئة والتي دفعتنا للنوم في الصحراء لا أجد سوى ماء أحاول أن أخفف به عطش طفلي.
وعلى الجهة المقابلة يجلس أب ويحمل رضيعه يحدثنا قائلاًبعد مقتل جميع عائلتي لم يبق لي سوى أصغر أبنائي و بت أخاف أن أفقده، أحاول جاهداً كل يوم أن أوفر له الحليب، إلا أن ما اتمكن من توفيره لا يكفي سوى لإشباعه مرة واحدة في اليوم وباقي اليوم اخفف عطشه بالماء.
أهمية المشروع:
تأتي أهمية مشروع توفير حليب الأطفال للأسر النازحة من درعا وريفها في مساعدة العائلات التي اضطرت لمغادرة منازلها ومصدر رزقها في توفير غذاء لأطفالها الرضع، الأمر الذي يساهم في تحقيق استقرارهم النفسي، ويساهم في إنقاذ حياة الكثير من أطفال تلك الأسر، حيث أن عدم توافر الحليب بشكل مستقر وثابت قد يؤدي إلى سوء تغذية الطفل والذي قد يكون سبباً في وفاته.