الغوطة الشرقية مثلها مثل باقي أنحاء سوريا تعاني أوضاعًا إنسانية صعبة، لكن الصعوبة في الغوطة الشرقية مضاعفة وذلك نتيجة للحصار المفروض عليها منذ أكثر من 5 أعوام يضاف لها القصف العشوائي والمعارك المستعرة هناك وشدتها بالنسبة لأي مكان آخر، الأمر الذي حتم على أهالي الغوطة الاختباء في ملاجئ لأكثر من 3 أسابيع علماً أنها غير مهيئة لهذا العدد وهذه المدة الطويلة ، كل هذه الأمور جعلتنا في جمعية الأيادي البيضاء نتوجه بجهود إغاثية مستمرة صوب هذه البقعة من سوريا، آملين من خلال هذه الجهود أن نخفف ولو قليلًا من المعاناة التي يلاقيها أهلنا هناك.
عملت "جمعية الأيادي البيضاء" على تنفيذ مشروع إغاثة إنسانية عاجلة للأسر المتضررة في الغوطة الشرقية، بدعم من "جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية"، تركز المشروع على تقديم مادة الخبز نظراً لأهمتها الغذائية بالنسبة للإنسان، حيث تم توزيع 11,700 ربطة خبز، على الأسر الأكثر احتياجاً والذين مازالوا متواجدين ضمن الملاجئ منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد أن هربوا من القصف الشديد الذي تعرضت له مدنهم وأحيائهم. ليصل العدد الإجمالي من المستفيدين إلى 8,340 مستفيد.
أحد الذين صادفناهم في التوزيع متطوع إنساني منذ ما يزيد عن 4 سنوات دفعته الإنسانية وحبه لمساعدة الناس لهذا العمل
وهو أحد الأفراد التنفيذيين المتطوعين الذين يعملون على إيصال المساعدات لمستحقيها من المتضررين والمصابين ومن هم في حاجة ماسة إليها.
بينما سيدة في الثلاثين من العمر
تتكفل حاليًا بوالدتها بعد أن توفي والدها، تعمل مدرسة للأطفال في منزلها بعد أن تهدمت المدرسة لكن المنزل أيضاً تعرض للقصف
يحدثنا قائلاً"إنني بكل صدق أحمل روحي على كفي حين خروجي من الملجأ لاستلام المساعدات المقرر توزيعها، الأخطار من كل ناحية تتهددني والله وحده هو الحافظ والميسر"يواصل حديثه قائلاً"الحصار المفروض والحالات الإنسانية الموجودة في هذا الملجأ هي من تمنحني القوة وتجعلني مصمماً على تجاوز كل الصعاب من أجل مساعدتها" فسماعي لأصوات الأطفال التي تتضور جوعاً يجعلني لا أهتم بالأخطار التي تحيط بنا.
تقول" الأوضاع هنا مأساوية، كل سبل الحياة أغلقت أمامنا، وما زلنا نحاول أن نحيا رغم كل الصعاب ورغم كل الآلام" الطعام الذي يصل قليل بالمقارنة مع الأعداد الكبيرة الموجودة هنا يتم توزيعها على الأطفال والعجائز " و بسؤالنا لها عن حال التعليم وسط كل هذه الأوضاع شديدة الصعوبة فقالت: " المدارس متوقفة بالطبع، بل إن بعضها تهدم جراء القصف، كثير من المعلمين والمعلمات لم ينسوا دورهم التربوي والتعليمي فبادروا بإنشاء صفوف وفصول صغيرة لتعليم الصغار حتى تستمر عجلة التعليم ولا يصبحوا عرضةً للجهل".
مادام الاحتياج يتضاعف نتيجة الحرب الدائرة في سوريا، وتزداد معه الأضرار المادية سنستمر في زيادة المشاريع الإغاثية والخدمية التي تساعد أهلنا المتضررين على تجاوز محنتهم، من خلال مشاريع تلبي حاجات الناس وتخدمهم.