تسبب التهجير الذي تمر به مختلف المناطق في سوريا في فاقة شديدة للعائلات، و ولد حاجات ملحة للسوريين من بينها توفير قوت يومهم ، بل إن منهم من عجز حتى عن توفير الماء والخبز، وهما من أهم وأبسط متطلبات الحياة.
كما أن الدمار الذي لحق بالعديد من الأراضي المزروعة بمحصول القمح أدى لارتفاع في سعر الخبز، و جعل سوريا تتحول من الاكتفاء الذاتي في مادة القمح للاستيراد، يضاف لها سوء الأوضاع المعيشية في المنطقة، وقلة فرص العمل، كل هذه الأسباب وغيرها جعلت من الخبز عملة نادرة، يصعب على الأهالي الحصول عليه وشرائه.
رغبةً في توفير متطلبات السوريين، وسعياً لحل أزمتهم من خلال توفير لقمة العيش لهم، قامت "جمعية الأيادي البيضاء" بدعم من "جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية" بتنفيذ مشروع توزيع الخبز في ريف إدلب.
وقد عملت في هذا المشروع على شراء 18.520 ربطة خبز وتوزيعها على 1.235عائلة، حيث تم توزيع ربطة لكل أسرة يومياً لمدة 15 يوماً، وبذلك وصل عدد المستفيدين من هذا المشروع مايقارب 6.175 مستفيد.
في أثناء توزيع الخبز التقينا بالعديد من المستفيدين الذين تم تهجيرهم من مدنهم حدثونا عن أوضاعهم المعيشية الصعبة
وقد قال لنا أحد المستفيدين: "كم هو مؤلم ومحزن مؤسف أن تجد نفسك عاجزاً عن توفير الخبز لأسرتك! لم يكن يقع في خلدي مهما فكرت أنه سيأتي علي يوماً كهذا، ولكن الله له حكمة في كل ما يجري، وبالرغم من الصعوبات إلا أن رزقنا ولله الحمد قد أتى إلينا"
بينما أم لديها أربعة أطفال حدثتنا قائلة: " توفي زوجي منذ سنتين وأحاول أن أوفر لأطفالي الأربعة ما يسد رمقهم، إلا أن الأوضاع تزداد سوءاً وبت لا أتمكن من توفير الغذاء بشكل يومي، فكثيراً ما ناموا وهم يتضورون جوعاً وليس في يدي حيلة"
لا نبالغ إن اعتبرنا هذا المشروع من أكثر المشاريع الملحة في قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش، خاصة أن الخبز هو أهم مادة غذائية للسوريين ويعتمدون عليها في غذائهم؛ إذ أنه يوفر احتياجات الفرد من الكربوهيدرات ويعطيه الطاقة اللازمة لمواصلة عمله وحياته، إلى جانب احتواء الخبز على الكثير من العناصر المهمة والمعادن.