أدى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة نتيجة الحرب، لتراجع في القدرة الشرائية ونقص موارد الدخل لدى العائلات خاصة في المناطق المحاصرة أو تلك التي تدمرت بشكل شبه كامل في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية واسعة.
وفي حين تخشى الكثير من الجهات الوصول لهذه العائلات المحاصرة بسبب الأوضاع الصعبة والخطرة التي يعيشون فيها، سعت فرق "جمعية الأيادي البيضاء" المتواجدة في الداخل السوري للوصول لهؤلاء الأفراد وتقديم الدعم لهم، بما يساعدهم في تأمين الاحتياجات الأساسية، التي تعينهم على تجاوز بعضاً من الصعوبات التي يعيشونها.
تبعاً لذلك عملت "جمعية الأيادي البيضاء" بتمويل من "فاعلي خير من دولة مصر الشقيقة"على توزيع أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها المحاصرين، حيث تم توزيع 1.971 ربطة خبز لكل عائلة، في حين تم توزيع 450 وجبة مطبوخة للعائلة، وبذلك وصل عدد المستفيدين الكلي من المشروع 12.105 شخص محاصر داخل الملاجىء منذ ما يقارب شهر كامل، نتيجة القصف الشديد على المنازل في هذه المناطق.
التقينا مع رجل طاعنٌ في السن يعاني الكثير من الأمراض نتيجة تردي الأوضاع الطبية في سوريا في فترة الحرب يحدثنا قائلاً:
دعم غير مباشر:
اهتمت "جمعية الأيادي البيضاء" بتوفير فرص عمل من خلال المشاريع التي تعمل على تنفيذها، وقد ساهم هذا المشروع بتأمين عملٍ لبعض المحتاجين ، الأمر الذي ساعدهم في الإنفاق على أسرهم وإعالتهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.
أكثر شيءٍ يؤلمني هو أن أجد أحد أحفادي يصرخ طوال الليل جوعاً ولا أتمكن من إحضار ولو كوب من الماء له، أطفالٌ لاذنب لها لتحيا في ظل هذه الظروف الصعبة، التي فرضت علينا.
ومن بين هذه الأسر شابٌ في مقتبل العمر، يعمل طوال الوقت من أجل توفير احتياجات عائلته بعد وفاة والده، ما جعله المعيل الوحيد للأسرة، وقد وفر له العمل في المشروع إعالة أسرته لفترة أطول، في ظل ظروف اجتماعية وإنسانية صعبة.
تعمل "جمعية الأيادي البيضاء" على مدار الساعة من أجل توفير الدعم لأهلنا في سوريا، وتركز الجمعية على الوصول للمناطق المحاصرة، والأماكن الأكثر تضرراً، من خلال تقديم الدعم المادي والعيني بالتعاون مع العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية في مختلف أنحاء الدول العربية والعالمية.