في ظل الظروف القاسية التي تمر بها سوريا، والتي تفتقر لمختلف ضرورات الحياة من مسكن ومأكل وعلاج، بات الاهتمام بتوفير ألعاب للأطفال رفاهية حرموا منها، فهم يعيشون في بيئية توشك أن تنعدم فيها وسائل الترفيه عن الأطفال والتي تعزز سلوكهم، فالألعاب لا شك أنها من أكثر الأشياء التي تؤثر في حياة الأطفال وتصقل مهاراتهم، وتعلمهم أشياء جديدة، فضلاً عن دورها المهم في الدعم النفسي لهم، وتقوية شخصياتهم.
من الطبيعي في هذه المحنة التي تمر بها البلاد أن تكون الألعاب قليلة بل ونادرة ؛ فبالرغم من أهميتها إلا أنها ليست من الأولويات، حين يكون اهتمام المعيل منصباً على توفير الاحتياجات الأساسية للعائلة، والتي غالباً يجد صعوبة في توفيرها.
لذلك ورغبة منا في إسعاد الأطفال في سوريا وسعياً لرسم البسمة على وجوههم وزرع الأمل في نفوسهم، عملت "جمعية الأيادي البيضاء" بدعم من "فريق الخير بدولة الكويت " على تنفيذ مشروع ألعاب الأطفال بريف إدلب، والذي يتضمن تجهيز ألعاب جماعية للأطفال في الأعياد والمناسبات كنوع من الدعم النفسي لهم، خاصة وأنهم يعانون من ظروف نفسية صعبة مستمرة منذ أكثر من 7 سنوات.
وقد تنوعت أنشطة المشروع حيث تم توزيع ألعاب للأطفال، بالإضافة لتجهيز مكان الحفلة مع تجهيز الألعاب الجماعية لهم، وتنظيم مجموعة من الأنشطة للأطفال التي تدخل الفرح على قلوبهم وتبعدهم قليلاً عن جو الحرب الذي فرض عليهم.
في أثناء تفقدنا للأطفال رأينا السعادة على وجوههم ، وقد بدأت البسمة ترسم على وجوههم، وبدأت نظرات الأمل والسرور تحل محل الكآبة والحزن .
بينما فتاة في الخامسة من العمر غمرت فرحتها وبهجتها المكان حدثتنا أختها الكبرى أنها أول مرة في حياتها ترى وتلعب بهذه الألعاب، حيث أنها ولدت خلال الحرب ولم يكن هناك مكانٌ لوضع هذه الألعاب، فقد كان نزوحنا من مكان إلى مكان أمرٌ متكررٌ كلما ساءت الأوضاع الأمنية في المكان الذي نعيش فيه.
التقينا بأحد الأمهات ويعلو وجهها البسمة حدثتنا قائلة لدي 4 أطفال حين علمنا أن هناك ألعاب ستقام للأطفال، لا تتخيل حجم الفرح الذي علا وجوه أطفالي والتجهيز الذي بدأوا به من أجل الذهاب والاستمتاع باللعب مع أصدقائهم، إن كانوا بمجرد أن سمعوا عمت وجوههم الفرحة فمابالك وهم يلعبون بها الآن.
إن الألعاب والأنشطة للأطفال لها أهمية قصوى في تنمية مهارات الأطفال، وتعزيز ثقتهم بنفسهم، واكتسابهم المرونة في التعامل، وخلق روح التحدي فيهم ، والإصرار والتصميم للوصول للهدف ،هذا بجانب البعد النفسي لها فهي تخرج طاقات الحزن والألم والخوف، كما أنها المتنفس الذي يزيل هموم الأطفال، ويعيد الأمل والبسمة لهم ، فكيف إذا كان هؤلاء الأطفال يعانون الأمَرَّين ! ألن يكون لها أعظم الأثر وأطيبه !