أدى الحصار الشديد والقصف الذي تتعرض له مختلف المناطق في سوريا، إلى تدهور في الجانب الصحي، خاصةً عند المرضى الذين لديهم أمراض دائمة لا علاج منها، كمرضى الفشل الكلوي "غسيل الكلى " الذين تبعاً لحالتهم الصحية كانوا في رأس هذه القائمة.
حيث يعاني مرضى الكلى من مشقة كبيرة في إجراء عمليات غسيل الكلى وخاصة الذين تتطلب حالتهم الصحية الخضوع لعملية الغسيل عدة مرات في الشهر الواحد قد تصل إلى عشر مرات، أي بمعدل عملية غسيل كل ثلاثة أيام طول فترة حياتهم، وتأتي هذه المشقة من غلاء تكاليف عمليات الغسيل، في ظل الأوضاع المعيشية التي يعيشها الشعب السوري.
تزداد المعاناة في بعض المناطق بسبب قلة مراكز غسيل الكلى، فيضطر المريض للذهاب إلى مناطق بعيدة لإجراء عمليات الغسيل، كما أن الصعوبة في توفير مواد عمليات غسيل الكلى بالإضافة للصعوبة في إدخالها إلى المناطق المحاصرة، يجعل أسعارها ترتفع، وبالتالي ترتفع التكاليف الملقاة على عاتق المريض والذي لا يتمكن من تحملها، ما يجعل بعض المرضى مضطرين للانتظار ومعاناة الألم وربما الوفاة بسبب عدم توفر المواد.
سعياً لإنقاذ حياة المصابين عملت “جمعية الأيادي البيضاء” بدعم من " جمعية النجاة الخيرية" على تنفيذ مشروع غسيل الكلى، بحيث يشمل كفالة 55 مريضاً من مرضى الكلى، من خلال دفع كافة التكاليف لعملية الغسيل التي يحتاجونها بشكل شهري طيلة عام كامل.
بدايةً تم اعتماد المشروع بحيث يضمن إجراء عمليات غسيل الكلى لـ 55 مريضاً لمدة عام كامل، 27 مريضاً في ريف حلب الشمالي، و27 مريضاً في مدينة حمص، ولكن وبعد فترة من بدء المشروع في مدينة حمص ونتيجة للظروف الأمنية والتي جعلت من الصعوبة الاستمرار في المشروع تم التواصل مع الجهة الداعمة لينقل المشروع من حمص إلى درعا حيث تم كفالة 27 مريض في كل من نصيب والحراك.
عملية غسيل كلى لـ 27 مريضاً في محافظة حمص.
عملية غسيل كلى ل 27 مريض في محافظ درعا.
عملية غسيل كلى ل 27 مريض في ريف حلب الشمالي.
بينما شاب في العشرين من العمر كان يجلس بجوار جدته
أثناء تفقدنا لعمليات غسيل الكلى التقينا أحد المرضى والذي كان يعاني من ألم شديد يحدثنا ومن ثم يتوقف قليلاً ليأخذ نفسه
كل أسبوع نأتي مرتان بشكل دوري، وكما ترون عملية الغسيل مؤلمة جداً تستمر لساعات في المشفى، وعندما تعود للبيت تبقى طيلة اليوم متعبة وغير قادرة على الوقوف، ومع كل هذه الاوجاع إلا أننا نحمد الله على توفر هذه الخدمة، التي كنا محرومين منها سابقاً وكنا نعاني كثيراً في توفير تكاليفها.
منذ 3 سنوات وأنا أعاني من قصور في الكلى استمر هذا الوضع لمدة عامين، ثم أخبرني الطبيب بضرورة الخضوع لعمليات الغسيل الدورية، والتي في ظل هذه الظروف التي نعيشها صعبة للغاية، بدايةً كنت لا أستطيع الذهاب للمشفى إلا مرتين في الشهر، لكن الآن الحمد لله فقد تمكنت من إجراء الغسيل بشكل دوري.
تأتي أهمية مشاريع كفالة مرضى غسيل الكلى كونها تساعد في تسهيل حياة المرضى، وتتحمل جزءاً من الأعباء المادية عنهم، الأمر الذي يساهم في تحقيق استقرارهم النفسي، وتحويل المبالغ التي كانوا يتحملونها في عمليات الغسيل، إلى أوجه صرف أخرى يحتاجونها في حياتهم. كما أنها ساهمت في إنقاذ حياة الكثير من مرضى الفشل الكلى، من خلال توفير عمليات غسيل كلى ثابتة ودورية لهم، حيث أن عدم توفرها بشكل مستقر وثابت قد يؤدي إلى وفاة المريض.